بالأدلة / الإسلام والسلفية دين طاهر لايعترف بوجوب الدعاء على عموم الكفار
إنما هي بدعة لم يأتي بها الرسول صلى الله عليه وسلم ..
___________
قال الشيخ محمد الفيفي حفظه الله
- ومن صور الاعتداء في الدعاء (الدعاء على عموم الكفار بالهلاك والاستئصال) ويدل لهذا:
٭ أولاً: أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يثبت أنه دعا على عموم الكفار وإنما دعا على قبائل أو أشخاص بأعيانهم، بل لما جاءه ملك الجبال وعرض عليه أن يطبق عليهم الأخشبين؟ فقال: لا، لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئاً.
بل إنه لما دعا على بعضهم بأسمائهم نزل قوله تعالى { ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم } وقد روى مسلم في الصحيح عن أبي هريرة قال قيل: يا رسول الله ادع على المشركين قال: «إني لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة».
٭ ثانياً: أن هذا يخالف مقتضى حكمة الله من بقاء الكفار إلى يوم القيامة، بل إن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق، وأيضاً ربما سيترتب على هذا تعطيل باب الولاء والبراء، وباب الجهاد.
٭ ثالثاً: أنه ليس للمسلم أن يدعو بالاستئصال على من أمره الله بأن يبرهم ويقسط إليهم كما قال تعالى { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يُخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يُحبُّ المقسطين }.
بل كيف يستقيم أن يدعو المسلم على زوجته الكتابية بالهلاك مع أن الله تعالى قد أذن له في نكاحها، وامتن عليهما بقوله تعالى { وجعل بينكم مودة ورحمة }.
أم كيف يستقيم أن يدعو الولد المسلم على والديه بالهلاك إن كانوا كافرين، والله جل وعلا يقول عنهما { وصاحبهما في الدنيا معروفاً } فإن الدعاء على عموم الكفار يشملها، فهل هذه هي المصاحبة بالمعروف ؟
٭ قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح كتاب التوحيد عند: باب قوله تعالى) أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون ) أما الدعاء بالهلاك لعموم الكفار، فإنه محل نظر، ولهذا لم يدع النبي صلى الله عليه وسلم على قريش بالهلاك ، بل قال: «اللهم عليك بهم، اللهم اجعلها عليهم سنين كسنين يوسف»، وهذا دعاء عليهم بالتضييق، والتضييق قد يكون من مصلحة الظالم بحيث يرجع إلى الله عن ظلمه. فالمهم أن الدعاء بالهلاك لجميع الكفار عندي تردد فيه. ا. ه.
٭ وقال ابن تيمية: 8/236: ودعاء نوح على أهل الأرض بالهلاك كان بعد أن أعلمه الله أنه لا يؤمن من قومك إلا من قد آمن.
٭ وقال الشيخ الفوزان: المشروع في القنوت وغيره الدعاء على المعتدين من الكفار على المسلمين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قَنَتَ يدعو على الكفار خَصَّ المعتدين منهم ولم يدع على جميعهم فقال: اللهم العن فلاناً وفلاناً والقبيلة الفلانية ولم يعمم الكفار. (مجلة الدعوة العدد 1869 - 16 رمضان).
٭ وقد أفتت اللجنة الدائمة 24/275: ما نصه:
وقول الكاتب: ( اللهم عليك بالكفار والمشركين واليهود، اللهم لا تبق أحداً منهم في الوجود، اللهم أفنهم فناءك عاداً وثمود ) والدعاء بفناء كل الكفار اعتداء في الدعاء، لأن الله قدر وجودهم وبقاءهم لحكمة .
________________
فيلخسأ المُبتدعة ..
نصر الله الإسلام والمسلمين ورحم السلف الصالح .. وحشرنا اللهُ معك يارسول الله
والحمدلله على نعمة الإسلام ..
تراتيل فرح ..