تهوى فرانسين بنت عمي ، تلك الغادة الجذابة صاحبة العينين اللامعتين ؛ مناكدتي . وللانتقام منها ، قصصت عليها وعلى خطيبها ذات يوم الأسطورة الكندية التالية التي تتحدث عن الأزواج الذين يأسفون على حياتهم :
تقول الأسطورة : كان أحد المزارعين يحيا حياة سعيدة مزهوا بابنه الأعزب ، بيد أن الابن راودته في
يوم من الأيام فكرة الزواج ، فحاول الأب الحط أمام ابنه من هذه الفكرة . ولم واصل الابن عناده اقترح عليه
الأب الصفقة الآتية : قال : خذ يا فابيان في الغد جوادين مطهمين من الحقل ومائة دجاجة من فناء الطيور ،
وطف بالحي ، واسأل في كل بيت عمن يلبس السروال فيه . فإذا كان اللابس رجلا هبه حصانا ، وإذا
كانت اللابسة امرأة هبها دجاجة .
قال فابيان : إذن سأضطر للعودة إلى الحقل لأخذ جياد جديدة .
_ نفذ ما آمرك يا صغيري !
خرج فابيان في بكرة الصباح هادئا مفعما حيوية ونشاطا ، ووجه السؤال لأهل بيت تلو الآخر ، وكلما
لقي امرأة سلمها دجاجة . وارتسمت الخيبة على وجهه آخر النهار ، وصار أصم من زقزقات عصافير
أشجار القرية . وأخيرا ، حين انسدل الليل ، بلغ بيت بليز تورمنت . كان الجوادان منهكين من مشقة
المسير بينما بحثت الدجاجة الأخيرة عن مكان جثمت فيه . وكان صاحب البيت جالسا في رواق بيته
يدخن في تمهل ورضا . حياه فابيان محبورا : مساء الخير يا بليز . قل لي ، حسب ما يرضيك :
من الملك هنا ، امرأتك أم أنت ؟
_ يا له من سؤال عجيب ! فهمت . أنا أتبع الملك .
تنهد فابيان مرضيا ، وقال : هذا يا بليز يساوي ثمن جواد . اختر : أتريد جوادي الرمادي المطهم
أم تريد الجواد الأسود ؟
_ الأسود .
سمعت زوجته كل الحديث ، فبرزت لهما وقالت : خذ الرمادي !
_ أفضل الأسود .
_خذ الرمادي !
_ أفضل الأسود يا فيكتوار .
_ قلت لك خذ الرمادي !
لاح جليا أن فيكتوار بدأت تغضب ، فتوجع الزوج وتفكر ثم أجاب : سآخذ الرمادي .
أدرك الشاب مرمى الزوج فهمس له : ستحصل على دجاجة سوداء لفيكتوار . وداعا !
ومع أن فرانسين بنت عمي عادة طيبة النفس فإنها استاءت كثيرا ،وقالت في لهجة
هازئة : ألف شكر .